السبت، 23 نوفمبر 2013

وسادة الآلم








في طيات الزمن .. وفي صفحاتٍ قديمة .. أَثقلتها حروف متعبة .. كتبت ُحكاية َ الرجُل الستينيّ .. ذاكَ أَلذي إنتزعَ منهُ الشقاء أَحلى أَيامه .. ورسمَ الزمن في جبينهَ .. ملامحَ الشحوب .. لمحات الغروب .. اليوم عندهُ بأَلف عام .. لم يمتلك هذا الرجل سوى وسادة .. وسادةٌ قاسية .. مليئةٌ بالكوابيس .. يضعُ رأَسهُ عليها ليأَخذ قليلاً من السكون .. فتبدأَ قِصة الرعب .. قِصة الحزن .. قِصة الجنون .. وسادةٌ شيطانية .. تذكرهُ دوماً بالأَلم .. بالعجز .. بالحرمان .. بالندم .. لم تحمل لهُ يوماً .. غير العذاب .. تذكرهُ بعطف العائلة .. وتقفل الأبواب .. وتغذيه الغياب .. لم يعرف غيرها .. لم يألف غيرها .. في سواد الليل .. حلت بقريتهم الكارثة .. النار تلتهم كل شيء .. الكل يهرعُ .. جنوباً .. شمالاً .. خلفَ أَسوار القرية .. يمضون نحو الخلاص .. نحو الأَمل .. يتركون الألم وسط أحضان النيران .. تخلصهم .. من كل أملاكهم .. وهل يملكون غير الهموم ؟؟؟ غادروا قريتهم المشتعلة وعيونهم نحو المجهول .. إلا الرجل الستيني .. أخذ كل ما يملك .. وأغلى وأحقر وأقسى ما يملك .. وسادته الملعونة !!.. وهي تحمل كل أحلامه وأفكاره .. متجهاً بخطى واثقة .. ثابتة .. نحو خلاصهِ الأخير ..وسط النيران .. الى ما سوف يتبقى من تلك القرية .. اذا ما تبقى شيئاً .. !
 
 
 
 
 
 
 
 
 24/ نوفمبر/2013
 
 أسامة البدري ..
 
 
 *شكر خاص للفنان الفوتغرافي المبدع ( قصي لجين ) لرفده لي تلك الصورة الرائعة بعدسته الراقية

هناك 4 تعليقات:

  1. في الزقاق الفقير
    ولدتْ عُتمة..!
    نبتعدُ عنها قليلاً ..
    تُمسكُ بنا غربة..
    نقتربُ منها أكثر ..
    يدنو منا ظلم أكبر.!
    ظلامٌ حقير
    يرتعُ في المدى
    يخترق شمس الحقيقة .. يقتلها بسهامه الدنيئة
    فتولد معنا عتمةٌ أخرى
    ..
    نقتلُ المدى البعيد ؟؟
    لأنهُ حتماً سيولدُ مع فجر اليوم الأخير لنا
    عتمة
    غربة
    وظلمة جديدة...!!

    ردحذف
  2. اسامة ايها المبدع....استوقفني هذا الستيني...حاملاّ كهولته..التي لم يشيخ معها..بعد...مختاراً..نفي روحه..وبدنه...وكانهما لعنة حمله منذ ستين عاماً..!!! غريب..ان يختار احدنا نهاية مؤلمة ليطفي حيف وضيم الالم!!!...انت خدعتني...لانني استنشقت رائحة عفنة...اختلطت معها رائحة الموت البشري....اي حكمٍ هذا يا رباه!!. اتعلم ايها المبدع...انه يذكرني بشخص ستيني او خمسيني ربما ..كان يسير حاملا صخرة((كونكريتية على كتفه)) يسير مثقلا بذنوبه..مكفرا عنها بألمه....يقينا ما..بداخل روحه...يخبره كما اخبر الستيني عندك ها هنا..ان العذاب بعض النِعَم..!!...من جديد تخدع نفوسنا..وتعود بنا ..ما بين هنا وما بين الليلة الحالكة...الا من نار الذنوب....فليكفر عنها ببدنه..ولتحترق كل افكاره .....المخبأة صمتاً على...وسادته الرفيقة....سلمت لنا مبدعا...وكاتبا تبعثرنا كل حين...لا اجد وصفا لما تخطه روحك الينا سوى..الشكر والامتنان على مساحات ارواحنا المتعطشة لهكذا رسم بشري دقيق....وصريح....بأنتظار القادم مما تخطه يداك الغالية...ليلتك مباركة ابو ايليا...

    ردحذف
  3. شكرا سيدتي وامي الغالية .. شكرا لكلماتكِ الرائعة شكرا لنقش اسمكِ في منشوري الفقير دمتِ لي

    ردحذف
  4. الرائعة سوسو السعيدي .. ابدعتِ في كلماتكِ .. لن استطيع وصف سعادتي وامتناني وشكري لكِ ..

    ردحذف