صباح
الألم .. كان َصباحاً لا يختلف كثيراً عن كل الصباحات .. هادئاً ساكناً .. أسوداً حزيناً .. فيه مرارة من عاشور .. فيه صمتٌ أقربُ لصمت القبور ..
وكنت ُهناك ..وحيداً .. جالساً .. حاملاً قليلاً من الافكار .. تأخذني بين
الكلمات مرة .. ومرة تتركني محتار !!.. بنفس الهدوء الصباحي .. وذاك الصمت
اللئيم .. يتسلل ويحضنني قوياً .. بعضاً من الألم .. من الأعياء الغريب ..
من الندم .. يقيدني .. يآسرني .. يخيفني ..
يجرحني .. يحزنني .. الوجوه حولي ليست هي الوجوه .. أجد في عيونهم خوفاً
من القادم .. كلماتهم .. تشبه كلمات ممثلاً مبالغاً في تمثيله .. يحاول أقناع طفلاً صغيراً .. برجوع أمهُ من اللاعودة .. صوت أبي في هاتفي .. صوت
أمي .. أبني الحبيب .. زوجتي .. هم لا يعلمون .. هل أمتعُ عيني بهم مرة أخرى .. أم اكتفي بصوتهم الحنين .. وأسلك درب الرحيل .. حاملاً كتاباتي بين أضلعي .. والكثير من قصص العشق الأبدي ..
15/ نوفمبر /2013
أسامة البدري
..تعساً لذاك الصباح الذي ابعدني عنكَ في لحظاتٍ طويلةٍ وعصيبة وكأنها دهورٌ هوت في قلبي المتعب وهو يصرخ بأسمكَ مُحطماً صمت العالم الذي ضجت به دقائق الصباح المرعبة ..!! كنت أتمنى أن أضمكَ بين جنبات قلبي الذي أرهقتهُ الأفكار وهي تبتعد عني وتفر شيئاً فشيئاً ..!!
ردحذفأمسكتُ صورتكَ وحفيدي أيليا وكان يوم مولدهِ 13/ نوفمبر ..!! أحاكي الصورتين ..!! ماعساي أن أفعل لحفيدي وهو يبتعد عني مسافات وكأنها سنوات نبي الله نوح التسعمائة ..!!والخمسون !!
شعرت لحظتها بأنني عاجزة ومشلولة الخطى ومحطمة القلب ..اسمع صوتكَ واذرف دمع قلب الام التي تعجز عن الامساك بيد حبيبها وولدها الوحيد ..!! وهناك صراعٌ قوي داهمني وصارع افكاري ..من فينا سيلتقي الآخر ..!! الأم.. أم الأبن الحبيب وتوأم الروح..!! أم الحفيد لانه قطعة من فلذة كبدي أسامة ..!!
حيرةٌ وخوف ورعب من حاضر ومستقبل غير معلوم .. لا أتمنى على أي من خلق الله ان يمر بهذا الأختبار العسير .. ..!
حفظك الله لي ولأبيك قرة عينٍ .. ولشريكة حياتكَ وولدك الحبيب .. ولكل أهلكَ و محبيك وأصدقائكَ ..لانكَ أسامة ولن تولد مرةً أخرى في تأريخ حياتي..!