في
طيات الزمن .. وفي صفحاتٍ قديمة .. أَثقلتها حروف متعبة .. كتبت ُحكاية َ
الرجُل الستينيّ .. ذاكَ أَلذي إنتزعَ منهُ الشقاء أَحلى أَيامه .. ورسمَ
الزمن في جبينهَ .. ملامحَ الشحوب .. لمحات الغروب .. اليوم عندهُ بأَلف
عام .. لم يمتلك هذا الرجل سوى وسادة .. وسادةٌ قاسية .. مليئةٌ بالكوابيس ..
يضعُ رأَسهُ عليها ليأَخذ قليلاً من السكون .. فتبدأَ قِصة الرعب .. قِصة
الحزن .. قِصة الجنون .. وسادةٌ شيطانية .. تذكرهُ
دوماً بالأَلم .. بالعجز .. بالحرمان .. بالندم .. لم تحمل لهُ يوماً ..
غير العذاب .. تذكرهُ بعطف العائلة .. وتقفل الأبواب .. وتغذيه الغياب ..
لم يعرف غيرها .. لم يألف غيرها .. في سواد الليل .. حلت بقريتهم الكارثة
.. النار تلتهم كل شيء .. الكل يهرعُ .. جنوباً .. شمالاً .. خلفَ أَسوار
القرية .. يمضون نحو الخلاص .. نحو الأَمل .. يتركون الألم وسط أحضان
النيران .. تخلصهم .. من كل أملاكهم .. وهل يملكون غير الهموم ؟؟؟ غادروا
قريتهم المشتعلة وعيونهم نحو المجهول .. إلا الرجل الستيني .. أخذ كل ما
يملك .. وأغلى وأحقر وأقسى ما يملك .. وسادته الملعونة !!.. وهي تحمل كل أحلامه وأفكاره .. متجهاً بخطى واثقة .. ثابتة .. نحو خلاصهِ الأخير ..وسط
النيران .. الى ما سوف يتبقى من تلك القرية .. اذا ما تبقى شيئاً .. !
24/ نوفمبر/2013
أسامة البدري ..
*شكر خاص للفنان الفوتغرافي المبدع ( قصي لجين ) لرفده
لي تلك الصورة الرائعة بعدسته الراقية